بسم الله الرحمن الرحيم
من وحي الهجرة:
إن الهجرة النبوية هي حدث مفصلي؛ كان له بالغ الأثر في حياة المسلمين خاصة وفي تاريخ البشرية عامة، فهو الحديث الذي وقف الإسلام بعده على أرض صلبة، وكان له دولة تحميه، وينطلق من خلالها إلى آفاق الدنيا الرحبة.
هاجر النبي – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه فرارا بدينهم، وهذا يعني أن الدين في حسّ المسلم هو أغلى من النفس والمال والوطن.
ونحن اليوم بحاجة إلى نهاجر بديننا كما هاجر نبينا – صلى الله عليه وسلم – ولكن هجرتنا لا تكون من أوطننا حيث حرمت الهجرة من الوطن؛ وإنما تكون الهجرة من الدنيا ومتاعها الزائل إلىالله تعالى.
تحن بحاجة إلى نهجر معاصينا ودنوبنا، بحاجة إلى نهجر مصالحنا الفئوية الضيقة، بحاجة إلى أن نهجر قرقتنا وخلافاتنا ...
والأهم من ذلك فإننا بحاجة إلى نهجر موالاتنا لأعدائنا، حيث قال ربنا – جل وعلا – (ولا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء).
تحن بحاجة إلى نخطط لحياتنا، وكما فعل الرسول – صلى الله عليه وسلم – حينما خطط لخروجه من مكة، بحاجة لأن يكون إعمال العقل والتخطيط القائم على فكر وعلم هو مهجنا في الحياة، حيث ذلك من أهم وسائل النجاح والتقدم.
نحن بحاجة إلى نستحضر معية الله دائماً كما فعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حيث اختباً وصاحبه في الغار، ثم لحقهم بهم الكفار، فقال لصاحبه (لا تحزن إن الله معنا)،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق